عدم الصلاة و الصيام
اولا يجب ان نفرق بين تارك الصلاة متعمدا ام لعذر
فمن تركها بعذر مثل شدة المرض فعليك قضاء الصيام إذا شفاك
الله -عز وجل-، لأن الله قال -سبحانه وتعالى-: فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ
عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ[البقرة: 184] ، أما إذا كان تركهما عن
زوال عقل، أصابك مرض أزال العقل وصادف رمضان وأنت غير عاقلة قد زال العقل منك، فلا
صيام عليك، إذا كانت المدة التي في رمضان والعقل مفقود فلا صيام، لأن التكليف مربوط
بالعقل، فإذا زال العقل زال التكليف، أما إن كان من شدة المرض فقط فعليك القضاء، وهكذا
الصلاة: إن كانت تترك الصلاة من أجل زوال العقل بسبب ما أصابك من الإغماء الذي فقدت
معه العقل، حتى مضى عليك سنة أو سنتان وأنت غير عاقلة، قد ذهب عقلك، فلا قضاء، لأن
من ذهب عقله فهو شبه المجنون والمعتوه لا قضاء عليه.
أما إن كان من أجل المرض من شدة
المرض تساهلت ولم تصل تحسبين أنه يجوز لك ذلك، فعليك أن تقضي ما تركت من الصلوات التي
غلب على ظنك أنك تركتيها بسبب شدة المرض تقضينها حسب الطاقة، تسردين ما ظننت أنك تركتيه
في كل وقت، تجمعين جملةً من الصلوات وتقضينها، لأنك تركتيها عن جهلٍ منك وعن غلطٍ منك
بسبب المرض، والمريض يصلي على حسب حاله، يصلي قاعداً فإن عجز صلّى على جنبه، فإن عجز
صلّى مسترخياً لا يتساهل، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال للمريض: (صل قائماً،
فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب، فإن لم تستطع فمستلقياً)
اما من تركها متعمدا
من أعظم المصائب التي يبتلى بها كثير من الخلق ترك الصلاة،
وقد أخرج مالك عن نافع أن عمر بن الخطاب كتب إلى عماله : ( إن أهم أموركم عندي الصلاة،
من حفظها أو حافظ عليها،حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ) .
وكيف يهنأ من
يترك الصلاة! وهي عماد الدين، وهي الفارقة ببن الكفر والإيمان، كما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم " إن بين الرجل وبين الكفر -أو الشرك - ترك الصلاة
" أخرجه مسلم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " العهد الذي بيننا وبينهم
الصلاة ، فمن تركها فقد كفر" رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، والترمذي، وقال:
حسن صحيح، وابن ماجه ، وابن حبان في صحيحة، والحاكم .
وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- :" لا حظ في الإسلام لمن
ترك الصلاة " وقال عبد الله بن شقيق : "كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يرون من الأعمال شيئاً تركه كفر إلا الصلاة ".
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما - قال" من ترك الصلاة فقد كفر " رواه
المروزي
و ذهب أبو حنيفة رحمه الله إلى أنه لايكفر، وأنه يحبس حتى
يصلي.
وذهب مالك والشافعية إلى أنه لايكفر، ولكن يقتل حداً مالم يصل.
ويترتب على ما تقدم
الحكم بقبول صيام من لا يصلي من عدمه.
فمن قال بأن تارك الصلاة تكاسلاً لايكفر قال
بأن الصيام صحيح ومقبول أي مجزئ، سواء صام رمضان مصلياً ثم ترك الصلاة بعد رمضان، أو
كان لا يصلي أصلاً.
ومن قال بأنه كافر مرتد قال بحبوط عمله، ورأى أنه لا ينفعه
صيام ولا غيره مع تركه للصلاة، ومن هنا فإننا ننصح السائل وغيره ممن لا يصلي بالمواظبة
على الصلاة والمحافظة عليها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أول ما
يحاسب عليه العبد الصلاة، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر "رواه
الترمذي وحسنه، وأبو داود، والنسائي .
الخلاصة : ان ترك الصلاة عن عمد او لعذر لا يفسد الصيام ولكن
واجب عل كل مسلم عدم ترك اى صلاة سواء أكان عن قصد او بعذر والله أعلم